
عمان 20 تشرين الأول (بترا)- استقبلت هيئة الخدمة والإدارة العامة، اليوم الاثنين، وفد وزارة التنمية الإدارية السورية، للاطلاع على جهود الهيئة وإنجازاتها في تنفيذ رؤية التحديث الإداري في القطاع العام.
وقال رئيس الهيئة المهندس فايز النهار، بحضور وزيرة دولة لتطوير القطاع العام المهندسة بدرية البلبيسي، ووزير التنمية الإدارية السوري محمد السكاف، ومدير عام معهد الإدارة المهندسة سهام الخوالدة، وأمين عام الهيئة ياسر النسور، إن الزيارة تجسد عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، ولها أثر إيجابي في التكامل العربي في مجال الإصلاح الإداري وتعزيز الإدارة العامة من خلال التنمية الشاملة.
وأكد النهار أن تطوير الإدارة العامة يعد ركيزة أساسية لتحسين جودة الخدمات العامة، مشيرا إلى أن الأردن يؤمن بأن التعاون العربي يشكل مسارا استراتيجيا لتعزيز قدرات وتبادل المعرفة والخبرات، بما ينعكس إيجابا على كفاءة الأداء الحكومي وجودة حياة المواطنين.
وعرض النهار تفاصيل مراحل تأسيس الهيئة، ومبررات التحول في دور ديوان الخدمة المدنية، مشيرا إلى أنها بدأت بمراحل التمكين ثم التعزيز، وصولا إلى الاستقرار والنضج المؤسسي، ولافتا إلى أن الهيئة تنفذ دورها الجديد من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي رسم السياسات، والدعم الفني والاستشاري، والرقابة والامتثال.
كما تم استعراض مجالات عمل الهيئة السبعة، التي تشمل القيادات، والموارد البشرية، والخدمات الحكومية، والخدمات المشتركة، والثقافة المؤسسية، والهياكل التنظيمية، والتخطيط والتطوير المؤسسي.
وفي مجال الرقابة والامتثال، أشار النهار إلى أن الهيئة تنفذ بشكل مستمر عمليات رقابية تشمل التوظيف والخدمات الحكومية، حيث أسفرت تلك الجهود عن إعداد تقارير رقابية عدة، تم من خلالها رصد العديد من الملاحظات والفرص التحسينية التي تمت مخاطبة الدوائر بها.
وأوضح النهار أن آلية التعيين في القطاع العام أصبحت تعتمد نهجا متكاملا وممنهجا يواكب التحولات في إدارة الموارد البشرية ويضمن الاستفادة المثلى من الكفاءات الوطنية، حيث تبدأ هذه الآلية بالتخطيط الاستباقي للاحتياجات الوظيفية من خلال لجنة تخطيط الموارد البشرية، ثم يعلن عن الوظائف عبر المواقع الإلكترونية الرسمية والصحف اليومية، بما يضمن الشفافية وتكافؤ الفرص.
وأكد النهار أن الهيئة توفر أدلة استرشادية وممارسات معيارية لمساعدة الدوائر على تنفيذ عمليات التوظيف بكفاءة، إلى جانب تنفيذ برامج لبناء قدرات العاملين في الموارد البشرية، كما تقدم أنظمة وأدوات إلكترونية تتيح للجهات الحكومية الاطلاع على الشكاوى والبلاغات الواردة من المتقدمين، والتعامل معها عبر قنوات متعددة، مما يسهم في تحسين الإجراءات وتعزيز ثقة المتقدمين.
كما أكد أن تحديث الإدارة العامة ليس خيارا بل التزام وطني لخدمة الأردن والمواطن الأردني، مبينا أن التحديث الإداري الذي تنفذه الهيئة سيشكل حجر الزاوية لبناء حكومة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية بفعالية وشفافية.
وتضمنت الزيارة جولة في متحف الوظيفة العامة الذي يوثق تاريخ تطور الإدارة العامة في الأردن منذ تأسيس الإمارة وحتى اليوم، ويسلط الضوء على التحولات الكبيرة التي شهدتها الحكومة في مجالات الحوكمة والإدارة العامة، إضافة إلى جولة في مركز الكفايات الوظيفية للاطلاع على أحد أهم مراحل التعيين في الوظيفة العامة والأدوات المستخدمة بهذا الخصوص.
كما تضمنت الزيارة جولة في مركز الخدمات الحكومي الشامل بالمقابلين، بحضور أمين عام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة سميرة الزعبي، للاطلاع على الخدمات التي يقدمها المركز.
وأكدت الزعبي أن مراكز الخدمات الحكومية تجسد التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تسهيل وتبسيط الإجراءات الحكومية وتخفيف الأعباء على المواطنين، مشيرة إلى أن الوزارة تشغل حاليا 9 مراكز خدمات حكومية موزعة في مختلف محافظات المملكة وتعمل على زيادتها لتصبح 16 مركزا خلال المرحلة المقبلة، بما يضمن وصول الخدمة إلى المواطنين في مواقعهم وتوفير بيئة عصرية ومتكاملة لإنجاز معاملاتهم بسهولة ويسر.
وقدمت مديرة المراكز ديما النهار، شرحا مفصلا حول الخدمات التي يقدمها مركز المقابلين والبالغ عددها 157 خدمة حكومية من خلال 29 مؤسسة، مع إضافة خدمات جديدة مع نهاية العام لمعظم المؤسسات.
وأشارت إلى أن المراكز تعتمد على مجموعة متكاملة من الأدوات والقنوات لقياس رضا المواطنين واستقبال ملاحظاتهم، بما يسهم بتطوير وتحسين جودة الخدمات المقدمة وتشمل هذه القنوات: منصة "بخدمتكم"، والبريد الإلكتروني التابع لوزارة الاقتصاد الرقمي، ومركز الاتصال الوطني، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأجهزة التابلت المخصصة لتقييم المركز، الاستبيانات الفصلية ومكتب خدمة للمواطن.