2025-07-14
انسجاما مع التوجهات الحكومية الرامية لتحديث القطاع العام وتعزيز كفاءة الأداء المؤسسي، وانطلاقًا من إدراك أهمية ترسيخ الثقافة المؤسسية كدعامة أساسية لتحسين جودة الخدمات الحكومية وتعزيز ثقة المواطن، أطلقت الحكومة الحملة الوطنية التوعوية "خدمتكم.. واجبنا"، الهادفة لنشر مفاهيم الخدمة العامة، وتعزيز القيم المؤسسية، وتسليط الضوء على الدور المحوري لموظفي القطاع العام، بخاصة العاملين في الصفوف الأمامية.
ويشرف على الحملة وزير دولة لتطوير القطاع العام د. خير أبو صعيليك بتنفيذ من وحدة إدارة وتنفيذ برنامج تحديث القطاع العام برئاسة الوزراء، وهيئة الخدمة والإدارة العامة، ومعهد الإدارة العامة، في إطار مكون الثقافة المؤسسية الذي يمثل أحد المحاور الجوهرية في خريطة التحديث الإداري، وأكثرها تأثيرًا بتحسين الأداء وتعزيز الولاء المؤسسي.
وتهدف لبناء وعي مؤسسي مستدام، وتحفيز السلوكيات الإيجابية بين موظفي القطاع العام، استنادًا على المبادئ الأساسية للخدمة العامة كالنزاهة، والشفافية، والتميز، والمسؤولية تجاه المواطن، وإبراز أهداف برنامج التحديث ومحاوره ومكوناته، وتوثيق قصص النجاح التي تمثل نماذج حية للإصلاح الإداري المستند على الكفاءة والمساءلة.
وفي هذا السياق، أشار أبو صعيليك، في حفل إطلاق الحملة، إلى أن هذه الحملة "خطوة مؤسسة لثقافة وطنية جديدة، تجعل من خدمة المواطن محورًا للسياسات العامة، وترتقي بالدور الوظيفي في القطاع العام إلى مستوى الرسالة".
وأكد أن خريطة التحديث تستلهم توجها من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، وتُعيد رسم العلاقة بين الموظف العام والمواطن، وتضع أسسًا جديدة للإدارة تقوم على الكفاءة والشفافية وروح الفريق، مشددًا على أن الإصلاح المؤسسي، لا يمكن أن ينجح دون ثقافة تنظيمية توجه سلوك الموظف وتبني الثقة بين المواطن والمؤسسة.
وأضاف أبو صعيليك، أن نموذج الثقافة المؤسسية الذي جرى تطويره يشكّل إطارًا تطبيقيًا لترجمة القيم المهنية والوطنية، مثل العدالة وسيادة القانون والمواطنة الفاعلة، إلى ممارسات إدارية يومية، تعكس التزام الموظف تجاه خدمة مجتمعه والدولة.
وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، د. محمد المومني، أكد أن الحملة، تمثل أحد أعمدة مشروع التحديث الوطني، الذي يقوده جلالة الملك، إلى جانب المسارين السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن التواصل الحكومي الفعال، والإعلام المسؤول، يلعبان دورًا محوريًا بدعم جهود الإصلاح الإداري وترسيخ ثقافة الأداء المؤسسي المتميز.
وأشار المومني إلى أن التحول الرقمي والأتمتة يسهمان بتعزيز الكفاءة والشفافية، وتقليص الكلف والتجاوزات، لافتًا إلى أن إبراز قصص النجاح في مؤسسات الدولة يُعد ضرورة لتعزيز الثقة، إلى جانب التقييم الموضوعي لمكامن القصور بغرض التطوير المستمر.
كما أكدت مدير عام معهد الإدارة العامة سهام الخوالدة، أن المعهد يواصل دوره كبيت خبرة وطني، وشريك رئيس في مسيرة التحديث، عبر تمكين الكوادر البشرية، وتعزيز مفاهيم القيادة والإدارة الحديثة، بما ينسجم مع التحولات المتسارعة وطنيا وعالميا.
وأوضحت الخوالدة أن "خدمتكم.. واجبنا"، تُعبر عن التزام الدولة بتحديث القطاع العام، وفق نهج تشاركي، يضع المواطن في قلب العملية الإصلاحية، ويعيد تعريف العلاقة بين الموظف والمجتمع على أسس من الثقة والاحترام والنتائج.
واستعرض أمين عام هيئة الخدمة والإدارة العامة، ياسر النسور، أبرز محاور نظام القيادات الحكومية رقم 70 لسنة 2024، الذي يهدف لتطوير الكفاءات الإدارية العليا، وتمكينها من قيادة المؤسسات، وفق أفضل الممارسات الحديثة، عبر التقييم المستمر، وخطط الإحلال الوظيفي، وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
كما قدم مدير وحدة إدارة وتنفيذ برنامج تحديث القطاع العام، أسامة طلفاح، عرضًا حول مشروع الثقافة المؤسسية، وأهميته في توحيد السلوك المؤسسي، وبناء بيئة عمل محفزة، ومتماسكة، قادرة على تقديم خدمات حكومية بجودة عالية.
ولفت إلى أن المشروع، يمر بعدة مراحل تشمل: التخطيط، التدريب، التطبيق، والتقييم، مشيرًا إلى أن تبني هذا النموذج في مختلف المؤسسات الحكومية سيُسهم في تعزيز الولاء المؤسسي، وتحسين الأداء العام، وتمكين الموظفين من أداء واجباتهم بكفاءة وفاعلية.