مقدمة عن الموارد البشرية :
الارتقاء بأداء الموارد البشرية في الخدمة المدنية من أهم محاور تحديث القطاع العام،كونه يركز على العنصر البشري الذي يعتبر المحرك الأساسي لتنفيذ برامج ومبادرات الإصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث أن غياب الموارد البشرية المتناسبة من حيث الحجم والكفايات مع الاحتياجات الفعلية للدوائر، سيؤثر على قدرة الحكومة على تولي مسؤولياتها المستقبلية بكفاءة وفاعلية.
سعت الحكومات المتعاقبة إلى تحسين أداء موظفي الخدمة المدنية ورفع إنتاجيتهم وتطوير قدراتهم الوظيفية، حيث عملت ومنذ عام (2007) على تبني عدد من التدابير الإصالحية والمفاهيم الحديثة في إدارة الموارد البشرية ومنها:
تخطيط الموارد البشرية، و إدارة تقييم الأداء الفردي المرتبط بالأداء المؤسسي، و الانتقال للإدارة المبنية على الكفايات بما فيها الاختيار والتعيين، و المسارات المهنية كفرص للترقية الأفقية، و تخطيط التعاقب الوظيفي، و التركيز على الوظائف الحرجة في الاختيار والتطوير والتحفيز... الخ.
على الرغم من أهمية التدابير الإصالحية المتخذة في هذا المجال، إلا أن الواقع يشير إلى ضعف تأثير هذه المبادرات على تحقيق النتائج والأثر على مستوى أداء وإنتاجية المو ارد البشرية وكفاءة تولي مسؤولياتهم وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، ويعود السبب في ذلك لغياب التطبيق السليم والتركيز على الإجراءات الشكلية أكثر من النتائج، و محدودية ربط المستهدفات من حيث الكفايات بالاحتياجات المطلوبة لتنفيذ المبادرات والأولويات الوطنية، إضافة إلى مقاومة التغيير بكافة اشكالها وانواعها في البيئتين الداخلية والخارجية للدوائر الحكومية، وغياب الثقافة المؤسسية وبيئة العمل الداعمة.
لعرض وتحميل ملف الموارد البشرية ، انقر هنا